مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/17/2021 05:37:00 م

 مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز 2

مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز 2
مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز 2 


و لأجل أن تتعلم كيفية السيطرة على الغريزة هذه عندك فأنت محتاج لكيفية تمييزها 

فإذا لفت انتباهك رقم صغير أو كبير فأنت محتاج لرقم آخر لتقييم هذا الرقم ، فهل هو يعتبر كبير أو صغير ، 

حادثة بقيمة واحدهي شي كبير لو انك وضعت مقابلها اخرى تكن قيمتها صفر ... لكن لو أنك وضعت مقابلها أخرى بقيمة ألف ..فيبقى الذي يستحق الاهتمام هي الناحية الثانية ، فأنت هنا تضع الامور في نطاقها الصحيح 

الأرقام لوحدها تبقى مضللة لذلك دائما قارن الأرقام 

رتبدائما ما يجري معك واسعى للمقارنة مع نموذج آخر فهذا سيجعلك تتغلب على غريزة الحجم ويشعرك بالواقعية .

- ثالث الغرائز هي غريزة الخوف :

في صحف ومجلات اليوم ..كانت العناوين التالية ...

  •   حالات الملاريا مستمرة في الانخفاض حول العالم
  • غداً سيكون الطقس معتدلاً 
  • زلزال في أفريقيا 
  • حروب في آسيا 
  • أمراض وفيضانات في أمريكا 

فلو أنت رئيس تحرير أي عنوان ستختار   ؟ 

على الأغلب الثاني ، لأنه كلما كانت القصص درامية أكثر كلما استحوذت على انتباه الناس أكثر  لأن للأحداث الغريبة أهمية اخبارية كبيرة أكثر من الأخبار اليومية الطبيعية العادية 

الأخبار أو القصص ترسم في دماغنا صورا .. فلو أننا غير منتبهين لها ستصدق ان الغريب هو المعتاد ، وان صورتها هي التي يدور حولها العالم فعلاً ،  بمعنى آخر أن غريزة الخوف تستطيع بشكل منهجي تشويه الشكل الذي نراه من العالم ، لذلك من المهم التعرف على هذه الغريزة ونميزها بأننا لا نصدق بسرعة ،

 عندما نرى عنوان رئيسي كبير و درامي نحاول أن نرى الحقيقة التي وراءه ، ويجب أن نتعلم التفريق بين المخيف والخطر ، فالشيء المخيف يشكل خطرا متصورا لكن الشيء الخطر يشكل خطر حقيقي ، فحوادث الطيران مثلاً شيء  مخيف وليس شيء خطر ، فلو تعاملنا معها على إنها شيء خطر فنحن بهذه الطريقة سنفرغ طاقتنا وانتباهنا في الإتجاه الغلط ، فالأشياء المخيفة ليست بالضرورة أشياء خطرة ، فخوفنا منها يجعلنا نبالغ حاليا في تقديرها 

لأجل ذلك احسب بنفسك الخطورة قبل الإحساس بالخوف ، فالخطورة التي يسببها شيء لك ليس بالضرورة أن تعتمد على مدى إثارته للخوف في نفسك ، لكن هي حاصل ضرب شيئين ...مقدار خطورته ومقدار حصوله معي .

- رابع غريزة هي غريزة اللوم :

تخيل أنك جالس بفندق ، وأنت تعمل حمام رأيت مقبض الماء الساخنة لم ينزل ماء ، ومرة واحدة رأيت نفسك انحرقت بماء سخنة جداً ، فهل تتوقع كيف سيصير رد فعلك ؟

ستشتم الذي ركب الحنفية وتبقى تريد ضربه ، وبعدها ستتضايق من الناس الذين في الغرفة بجنبك لأنهم فتحوا الماء الباردة ، لأجل ذلك انت انحرقت ، وممكن أن تشتم أصحاب الفندق ، لكن ولا واحد منهم يستحق اللوم ، فلا يوجد أحد تسبب في الذي حصلك ولا أحد تعمد إيذاءك ، فأنت الذي اذيت نفسك لأنه لم يكن لديك الصبر الكافي على فتح حنفية الماء السخنة بشكل تدرجي ، فغريزة اللوم هي غريزة إيجاد سبب واضح بسيط عند حدوث اي امر سيء ، فغريزة إيجاد كبش الفداء موجودة في جوهر الطبيعة البشرية .

يتبع في الجزء الثالث ...

بقلم جمال نفاع 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.